الثلاثاء، 20 مارس 2012

ماصحة هذه العبارة ؟؟ "كل كلام بليغ فهو فصيح وليس كل كلام فصيح بليغ" - وما البلاغة وانواعها؟


الإجادة البلاغة
إنَّ الحمدَ لله نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدهِ اللهُ فلا مُضل له ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

مـقـدمـة عـن الفصـاحـة :
الفصاحة هى: الظهور و البيان, تقول أفصح الصبح إذا ظهر"
معنى الفصاحة في اللغة: الظهور والانكشاف والنصاعة والبيان والوضوح.
قال العرب: أفصح الصبح إذا بان وظهر من الليل.
أفصح الطفل إذا أبان عن حاجته بلغة مفهومة.
أفصح الأعجمي إذا تخلص من رطانته الأعجمية.
-          والكلام الفصيح ما كان واضح المعنى سهل اللفظ جيد السبك, ولهذا وجب أن تكون كل كلمة فيه جارية على القياس الصرفي, بينة في معناها, مفهومة عذبة سلسة.

* شـروط الكلمـة الفصيحــة:

الشرط الأول: جارية على الميزان والقياس الصرفي.
فمخالفة القياس الثابت عن العرب في الميزان الصرفي الذي حدده النحاة والصرفيون يعد قدحاً في الفصاحة, فيجب أن تكون الكلمة معناها واضحاً ودالاً ولا تكون مخالفة للقياس الصرفي مثل:-
فك الإدغام في الحرفين المتماثلين.
-
مثال1:
رد (من فك الحرفين المتماثلين وهما الدال يقول) ردد.
عد (من فك الحرفين المتماثلين وهما الدال يقول) عدد.
الشرط الثاني: خالية من الغرابة عند العرب الفصحاء.
ولا تعد غربة العوام للكلمة ميزاناً دقيقاً, وإنما تكون مألوفة الاستعمال عند المتخصصين والنبهاء والكتاب العرب الذين حذقوا العربية, واستعمال بعض الكلمات المهجورة التي لا توجد إلا في القواميس يعد قدحاً وغرابة ونوعاً من الغموض , ولكن لو كانت هذه الكلمة غريبة عن العوام و ليست غريبة عن العلماء و الدارسين لا تعتبر غريبة .
مثال1:
كلمة تكأكأ وهي تعني تجمعتم في قوله "مالكم تكأكأتم عليَّ كتكأكئكم على ذي جنة افرنقعوا عني" وكلمة افرنقعوا تعني ابتعدوا.

الشرط الثالث: خالية من تنافر الحروف.
الذوق مبني على صحة سلامة العربية والذوق يرفع الغربة والكلمة لكي تكون مستساغة يجب أن تكون خالية من تنافر الحروف.
مثال1:
قد يكون تنافر الحروف بسبب بعد مخرج حروف الكلمة
كأن يكون حرف مخرجه شفويا والآخر من الحلق مثل كلمة "بعاق" تطلق على المطر فالباء مخرجه من الشفة والعين من الحلق.
مثال2:
قد يكون تنافر الحروف بسبب تقارب مخرج حروف الكلمة
مثل كلمة "الهعخع" وهو نبت تتضرر منه الإبل, فالهاء والعين والخاء كلها حلقية فأورث الكلمة ثقلاً وعسراً.

و أحيانا يكون تنافر الحروف مفيد فى بعض المواقف الصعبة التى تحتاج  إلى هذا التنافر لبيان ثقل و صعوبة الموقف




·        شـروط فصـاحـة التـركيـب  :
الشرط الأول: نفس الشروط المشروطة في فصاحة الكلمة, لأن التركيب مكون من كلمات فإذا كانت الكلمة معيبة انتقل العيب إلى التركيب والكلام.
الشرط الثاني: خالٍ من ضعف التأليف.
وهو خروج الكلام على قواعد اللغة المجمع عليها كأن ينصب الفاعل ويرفع المجرور ويعد ذلك فساداً وخطأً ولحناً.
الشرط الثالث: أن يسلم التركيب من تـنـافر الكلمات.
مثال 1: قول الشاعر:
وقبر حرب بمكان قفر # وليس قرب قبر حرب قبر
كل كلمة في البيت فصيحة ولكن إذا نظمتها ونطقت بها مع أختها تجد صعوبة في النطق ولابد أن تتعثر في نطقها وذلك لقرب مخارج حروف الكلمات أو وقوع بعضها حول بعض وتتردد فتصبح ثقيلة في النطق.

س :هل يعد السجع و الإتيان بالكلمات الغريبة من التعقيد اللفظي وعدم الفصاحة؟
الإجابة: ليس بالضرورة أن يكون السجع فيه تعقيد لفظي وخفاء إنما بحسب المقتضى, فإن ظهر على الكلام تكلف على حساب المعنى كان ذلك قدحاً, ولذلك تكلم العلماء على بعض شعراء العصر العباسي الثالث الهجري كأبي نواس وبشار وأبي تمام ومسلم بن الوليد ويسمونهم بشعراء البديع الذين تكلفوا الصنعة فصاروا يقصدون السجع والجناس لذاته حتى صار عملهم تكلفاً ونال ذلك من بيانهم, لأن الأصل في البيان أن يكون مشرقاً سلساً طلقاً ولا يكون المقصود هو اللفظ لذاته وإنما يقصد المعنى واللفظ ويكون مدلول اللفظ على معناه واضحاً جلياً من غير تكلف فإن سجع فطيب من غير تكلف, والشعر لما كان في صورة أوزان وقواف صار محفوظاً بعكس النثر فلما لم يكن مسجوعاً ولا منظوما اندثر وضاع كثير منه

تعريف البلاغة:
- البلاغة لغة مأخوذة من بـلـغ أي وصل وتعني الوصول والانتهاء إلى الشيء.
يقال بلغ فلان إلى المكان الفلاني أي وصل إليه وانتهى إليه.
- البلاغة إذن هى فهي تأدية المعنى الجليل واضحاً بعبارة صحيحة فصيحة, لها في النفس أثر خلاب مع ملائمة كل كلام للموطن الذي يقال فيه والأشخاص الذين يخاطبون.

- أمثلة لكلمات فصيحة ومتسقة لكن أصحابها لم يوفقوا في تلبية المقام فغدت عليهم سقطات ومن أمثلة ذلك:-

قول المتنبي لكافور الإخشيدي في أول قصيده مدحه بها:

كَفى بِك داءاً أن ترى الموتَ شافيا *****وحَسْبُ المنايا أن يَكُنَّ أَمانيا
والبيت يعني أنه قد بلغ بك الأمر وشدته أن ما بك من ألم وحسرة لا يكاد يشفيها إلا الموت وصار الموت أمنية ومطلب.لا شك أن المتنبي لم يوفق وإن كان البيت فصيحاً إلا أنه غير بليغ لأنه لم يراعى الموطن الذى قيل فيه.

 - يمكن أن يقال "كل كلام بليغ فهو فصيح وليس كل كلام فصيح بليغ"
لأن من شرط بلاغة الكلام أن تكون كلماته مفردة ومركبة فصيحة, والكلام الفصيح إن طابق المقام كان بليغا وإلا يبقى فصيحاً وغير بليغ, فبينهما عموم وخصوص كالإسلام والإيمان إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا.
فلو قيل "ألقى فلان كلمة فصيحة مؤثرة" معنى ذلك أنها بليغة لأن سياق الإشارة يدل على أثرها وقوة بلاغتها.
ولو قيل "ألقى فلان كلمة بليغة" معنى ذلك أنها فصيحة لأنها لم تصل إلى مستوى التأثير من خلال وصفها بالبلاغة إلا من خلال فصاحة ألفاظها وجودة أسلوبها.






علوم البلاغة :
هي(المعاني والبيان والبديع) وهي مرتبة بهذا الترتيب من حيث تأسيس الجملة ومن حيث التأثير ومن حيث الحلية.

هناك 3 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. السلام عليكم شكرالكم على هذ النشر جزاك م الله خيرا

    ردحذف